اليقين - السيد ابن طاووس - الصفحة ٣٩٦
ويحب عترتك، ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته.
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها السبع، أين تأوي وأين تكون؟
فقال: يا أمير المؤمنين، إني مسلط على كلاب أهل الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا، ونحن نأوي النيل.
قال: فما جاء بك إلى الكوفة؟ قال: يا أمير المؤمنين، أتيت الحجاز فلم أصادف شيئا، وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير، وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له (سنان بن وائل) (11) ممن أفلت من حرب صفين ينزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه، وإنه من أهل الشام وأنا متوجه إليه. ثم قام بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام.
فقال عليه السلام لي: مم تعجبت؟ هذا أعجب أم الشمس أم العين أو الكواكب أم ساير ذلك؟ فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة، لو أحببت أن أري الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله من الآيات والعجائب لكانوا (12) يرجعون كفارا.
ثم رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية.
فركبت ووافيت القادسية قبل أن يقيم المؤذن الإقامة. فسمعت الناس يقولون:
افترس سنانا السبع. فأتيت فيمن أتاه ننظر إليه فما ترك السبع إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الأصابع وأتى على باقيه (13).
فحمل رأسه إلى الكوفة إلى أمير المؤمنين. فبقيت (14) متعجبا، فحدثت (15) الناس بما كان من حديث أمير المؤمنين والسبع، فجعل الناس

(11) م وق خ ل: وابل.
(12) ق وم: لكاد.
(13) ق وم: بابه.
(14) م والبحار: فبقي.
(15) م وق خ ل: حدث.
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»