فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الرواجني برجالهم في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. نذكر منه بلفظه ما يحتمله هذا الكتاب ويليق ذكره بالصواب من حديث الخمس رايات:
فيقول عباد: قد حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي قال: حدثنا الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (1) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الصيني (2) عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر رضي الله عنه.
قال: لما أن سير أبو ذر رضي الله عنه اجتمع هو وعلي أمير المؤمنين والمقداد بن الأسود [الكندي] (3)، قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله (4) قال: أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات:
أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه، ومن فعل ذلك يتبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتزيناه حقه. فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فيصرفون ظمآن مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.