الكلام - فقال: يا عمر، إن الله عز وجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * (13)، فقد جمع الله لهم النبوة والملك.
قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه توقدان، ثم قال: (ما جئتما إلا لتفرقا جماعة هذه الأمة وتشتتا أمرها). فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك (14).
فصل أول أنا: فهل ترى إلا أن الذي جرى من التقدم على مولانا علي عليه السلام ما كان لبيان النص عليه بالخلافة، وإنما كان لأجل ما قاله عمر في حديث عبد الله بن عباس عنه الذي يأتي ذكره في الكتاب (15)، فيما رويناه عن الحافظ أحمد بن مردويه أن عمر قال لعبد الله بن العباس: إن عليا عليه السلام أحق بالأمر من أبي بكر ومنه، واعتذر عمر في التقدم على علي عليه السلام بأنهم خافوا أن العرب لا تجتمع عليه لأجل ما وترهم في حياة النبي صلى الله عليه ولا له ومجاهدته لهم وإيثاره برضا الله ورضا رسوله على رضاهم، ولأمور قد ذكر مولانا علي عليه السلام في خطبه (16) وكشف عن حججه ودعواهم.