فقالا: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين. فقال عمرو: أنتما والله أصبتما اسمه، هو الأمير ونحن المؤمنون!
فوثب عمرو فدخل على أمير المؤمنين (أي عمر) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين! فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا بن العاص؟ ربي يعلم لتخرجن مما قلت! قال: إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا علي فقالا لي: استأذن لنا يا عمر على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، نحن المؤمنين وأنت أميرنا! قال: فمضى به الكتاب من يومئذ (14).
قال العلامة الأميني: (فصريح هذه النقول أن عمر نفسه ما كانت له سابقة علم بهذا اللقب، لا عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عن غيره، ولذلك استغربه وقال: ربي يعلم لتخرجن مما قلت، ولا كان عمرو بن العاصي يعلم ذلك ولذلك نسب الإصابة بالتسمية إلى الرجلين ونحت لهما من عنده ما يبررهما) (15).
روى الطبرسي ما كتبه سلمان من المدائن إلى عمر الخطاب، يقول فيه:
(... لو كانت هذه الأمة من الله خائفين ولقول نبيها متبعين وبالحق عالمين ما سموك أمير المؤمنين، فاقض ما أنت قاض) [الاحتجاج: ص 71].
ج - ثم إن عثمان ومعاوية وجميع خلفاء بني أمية وبني العباس تسموا بهذا الاسم وكانوا يخاطبون بها في جميع مخاطباتهم وحتى لو لم يسمهم أحد بذلك أسخطوا عليه وأسجنوه وقد يضربون عنقه وقضوا على حياته، ولذلك نرى أئمتنا عليهم السلام وأصحابهم الكرام يخاطبونهم بهذا الاسم اتقاء شرهم وحقنا لدمائهم.