إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام (1).
ذكر رحمه الله في أحكام الأموات من فلاح السائل، بعدما ذكر كيفية الغسل والكفن وفضل تهيأته على الوجه الحسن: أنه كيف بارك كفنه بالمواضع المحترمة، من حين وقوفه بعرفات، برفعه ثمة على كيفية إلى غروب عرفة، ثم بسطه على الكعبة المعظمة والحجر الأسود، ثم على حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وروضة أئمة البقيع عليهم السلام بالمدينة الطيبة. ثم بضريح سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف، ثم بالضريح الحسيني بكربلاء، ثم بالكاظمي بدار السلام ثم بمشهد العسكريين عليهما السلام ومحلة غيبة الإمام الحجة عليه السلام، وجعله كل ذلك وسيلة إلى نيل شفاعتهم والنجاة من أفزاع الآخرة بحرمتهم. ثم قال: (وهو عندي الآن ومن قلبي في أعز مكان).
ثم قال: (وأنا أخرج كفني وانظره في كل وقت استصوب النظر إليه وكأنه أشاد عرضي على الله جل جلاله وأنا لابسه وقائم بين يديه).
(... وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام متضيفا ومستجيرا ووافدا وسائلا وآملا ومتوسلا بكل ما توسل به أحد من الخلائق إليه. وجعلته تحت فدمي والدي رضوان الله جل جلاله عليهما، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما).
(وكان جدي ورام بن أبي فراس - قدس الله جل جلاله روحه - وهو ممن يقتدى بفعله، قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء الأئمة عليهم السلام. ونقشت أنا فصا عقيقا عليه: (الله ربي ومحمد نبيي وعلي إمامي وسميت الأئمة عليهم السلام إلى آخرهم أئمتي ووسيلتي)،