مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ٨٠
وكان قد دخل أهل الشام يهنونه بالفتح فقام منهم احمر أزرق فنظر إلى فاطمة بنت الحسين وكانت وضيئة فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية فقالت فاطمة لعمتها يا عمتاه أوتمت وأستخدم فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرج من ديننا فأعاد الأزرق الكلام فقال له يزيد وهب الله لك حتفا قاطعا ثم تمثل بابيات ابن الزبعرى ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل قد قتلنا القوم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل فقامت زينب بنت علي عليه السلام وقالت الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين صدق الله كذلك يقول (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن) أظننت يا يزيد حيث اخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الاسراء ان بنا على الله هوانا وبك على الله كرامة فشمخت بانفك ونظرت إلى عطفك حين رأيت الدنيا ستوثقا حين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا نسيت قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين) ثم تقول غير متأثم:
فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل متنحيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة واستأصلت الشافة بإراقتك دماء
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست