22 - ومنها: أن قوما من العرب اجتمعوا عند صنم لهم ففاجأهم صوت من جوفه ويناديهم بكلام فصيح: [أتاكم محمد يدعوكم إلى الحق].
فانجفلوا مسرعين (1) وذلك حين بعث عليه السلام، فأسلم أكثر من حضر. (2) 23 - ومنها: أنه لاقى (3) أعداءه يوم بدر وهم ألف وهو في عصابة كثلث أعدائه، فلما التحمت الحرب أخذ قبضة من تراب - والقوم متفرقون في نواحي عسكره - فرمى به وجوههم فلم يبق منهم رجل إلا امتلأت منه عيناه، وإن كانت الريح العاصف يومها إلى الليل لتقصف (4) بأعاصير التراب لا يصيب أحدا مثله. (5) وقد نطق به القرآن، وصدق به المؤمنون، وشاهد الكفار ما نالهم منه [وحدثوا به] وليس في قوى أحد من العالمين أن يرمي قوما بينه وبينهم مائتا ذراع وأكثر وهم كثير متفرقون، طرفاهم متباعدان، والتراب ملء كفه.
فعلم أن فاعل ذلك هو الله تعالى. (6) 24 - ومنها: أنه كان في سفرين من أسفاره قبل البعثة معروفين مذكورين عند عشيرته، وغيرهم، لا يدفعون حديثهما، ولا ينكرون ذكرهما فكانت سحابة أظلت عليه حين يمشي، تدور معه حيثما دار، وتزول حيث زال، يراها رفقاؤه ومعاشروه. (7) 25 - ومنها: أن ناقته افتقدت فأرجف المنافقون، فقالوا: يخبرنا بأسرار السماء ولا يدري أين ناقته. فسمع صلى الله عليه وآله ذلك فقال:
إني وإن أخبركم بلطائف السماء (8) لكني لا أعلم من ذلك إلا ما علمني الله.
فلما وسوس إليهم الشيطان بذلك دلهم على حالها، ووصف لهم الشجرة التي