35 - ومنها: ما روي [عن] أبي الصيرفي عن رجل من مراد، قال: كنت واقفا على رأس أمير المؤمنين عليه السلام يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال، فقال: إن لي حاجة.
فقال عليه السلام: ما أعرفني بالحاجة التي جئت فيها: تطلب الأمان لابن الحكم؟
قال: ما جئت إلا لتؤمنه. قال: قد آمنته، ولكن اذهب وجئني به، ولا تجئني به إلا دريفا (1)، فإنه أذل له.
فجاء به ابن عباس مردفا خلفه كأنه قرد، قال أمير المؤمنين عليه السلام: تبايع؟ قال:
نعم، وفي النفس ما فيها. قال: الله أعلم بما في القلوب.
فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كف مروان فنترها، فقال: لا حاجة لي فيها إنها كف يهودية، لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته.
ثم قال: هيه يا بن الحكم خفت على رأسك أن يقع في هذه المعمعة (4)، كلا والله حتى يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفا (5)، ويسقونهم