ان في وجه أشرا وشؤما قال فهل رأيت محمدا قال من محمد قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال ويحك أفلا فخمته كما فخمه الله فقلت رسول الله صلى الله عليه وآله قال فأخبرني ما كانت صناعتك قال كنت رجلا تاجرا قال فما بلغت في تجارتك قال كنت لا استر عيبا ولا أرد ربحا قال معاوية سلني قال أسألك ان تدخلني الجنة قال ليس ذاك بيدي ولا أقدر عليه قال فأسألك ان ترد علي شبابي قال ليس ذلك بيدي ولا أقدر عليه قال فلا ارى عندك شيئا من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة فردني من حيث جئت بي قال أما هذا فنعم ثم اقبل معاوية على جلسائه فقال لقد أصبح هذا زاهدا فيما أنتم فيه راغبون (ومن المعمرين) عبيد بن شريد الجرهمي عاش ثلاثمائة سنة ولحق أيضا أيام معاوية بن أبي سفيان فروى أنه قدم عليه يوما إلى الشام فقال معاوية اخبرني أعجب ما رأيت قال نعم انتهيت إلى قوم يدفنون ميتا فلما فرغوا منه اغرورقت عيناي وتمثلت بهذه الأبيات * يا قلب انك في أسماء مغرور * فاذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير * قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد * حتى جرت بك اطلاقا محاضير * ما بت فاصبر فما تدرى أعاجلها * خير لنفسك إما فيه تأخير * فاستقدر الله خيرا وارضين به * فبينما العسر إذ دارت مياسير * وبينما المرء في الاحياء مغتبط * إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير * حتى كأن لم يكن إلا تذكره * والدهر أيتما حال دهارير * يبكي الغريب عليه ليس يعرفه * وذو قرابته في الحي مسرور * وذاك آخر عهد من أخيك إذا * ما الميت ضمنه اللحد الخناسير * يعنى بالخناسير الحفارين فقال لي رجل منهم هل تدري من قال هذه الأبيات قلت لا قال هو الذي دفناه (ومن المعمرين العوام) ابن المنذر الطائي عاش دهرا طويلا في الجاهلية وبقى إلى أن أدرك خلافة عمر بن عبد العزيز فادخل عليه وقد اختلفت ترقوتاه وسقط حاجباه فقيل له ما أدركت فقال * والله ما أدري أدركت أمة * على عهد ذي القرنين أم كنت أقدما * متى تنزعوا عنى اللباس تبينوا * أجاجي يكسين لحما ولا دما * (ومن المعمرين أيضا) تميم بن ثعلبة بن عطاية الربعي عاش مائتي سنة ومعدي كرب الحميري من آل ذي رعين عاش مائتين وخمسين سنة وجعفر قرط الجهني عاش ثلاثمائة سنة وأدرك الاسلام واسلم وعوف بن كنانة الكلبي عاش ثلاثمائة سنة وهبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي عاش ستمائة وسبعين سنة وحصين بن عتبان الزبيدي عاش مائتين وخمسين سنة وشربة بن عبد الله
(٢٦١)