رضوان الله عليها انا التي كفلته وانا زوجة عمه الذي يرجوه ويؤمله فقال إن كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة أحرف يلي هذا النبي في جميع أموره وينصره في قليله وكثيره حتى يكون سيفه على أعدائه وبابه لأوليائه يفرج عن وجهه الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته أطفال المهاد وترتعد من خيفته الفرائض عن الجلال له في فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يهاجر إلى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الداقن له في حجرته قالت أم علي عليه السلام جعلت أفكر في قول الكاهن فلما كان الليل رأيت في منامي كان جبال الشام قد أقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فأسرعت نحوها جبال مكة واجابتها بمثل صياحها وأهول وهي تصيح كالشرد المحمر (المحمر الناقة يلبوس في بطنها ولد فلا تخرج حتى تموشق الشرد البعير النافر) وأبو قبيس ينتفض كالفرس ونصال تسقط عن يمينه وشماله والناس يلتقطون ذلك فلقطت معهم أربعة أسياف وبيضة حديدة مذهبة فأول ما دخلت مكة سقط منها سيف في ماء فغمر وطار الثاني في الجو واستمر وسقط الثالث إلى الأرض فانكسر وبقي الرابع في يدي مسلولا فبينا انا به أصول إذ صار السيف شبلا فتبينته فصار ليثا مهولا فخرج عن يدي ومر نحو الجبال يجوب بلاطحها ويخرق صلادحها والناس منه مشفقون ومن خوفه حذرون إذ اتى محمد صلى الله عليه وآله فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الألوف فانتبهت وقد راعني الزمع والفزع فالتمست المفسرين فطلبت القائفين والمخبرين فوجدت كاهنا زجر لي بحالي واخبرني منامي وقال لي أنت تلدين أربعة أولاد ذكور وبنتا بعدهم وان أحد البنين يغرق والاخر يقتل في الحرب والاخر يموت ويبقى له عقب والرابع يكون إماما للخلق صاحب سيف وحق ذا فضل وبراعة يطيع النبي المبعوث أحسن طاعة فقالت فاطمة فلم أزل مفكرة في ذلك ورزقت بني الثلاثة عقيلا وطالبا وجعفرا ثم حملت بعلي عليه السلام في عشر ذي الحجة فلما كان الشهر الذي ولده فيه وكان شهر رمضان رأيت في منامي كان عمود حديد قد انتزع من أم رأسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد إلي فقلت ما هذا فقيل لي هذا قاتل أهل الكفر وصاحب ميثاق النصر بأسه شديد يفزع من خيفته وهو معونه الله لنبيه وتأييده على عدوه قالت فولدت عليا عليه السلام وجاء في الحديث انها دخلت الكعبة على ما جرت به عادتها فصادف دخولها وقت ولادتها فولدت أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله داخلها وكان ذلك في النصف من شهر رمضان ولرسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثون سنة على الكمال فتضاعف ابتهاجه به وتمام مسرته
(١١٦)