رسالة حول خبر مارية - الشيخ المفيد - الصفحة ٨
الله عليه وآله وسلم ولم يترك الأمر مطلقا غير مبين التفصيل!.
ثم إن هذه العملية دليل على فضل علي عليه السلام، حيث أنه كان عالما بتفاصيل الأحكام الشرعية، فأظهر الاشتراط، وأخبر به قبل أن يخبره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ليكشف بذلك عن فضله وعلمه.
وأعلن علي عليه السلام عن ذلك، بلسان السؤال عن النبي صلى الله عليه وآله، لأنه أكثر توغلا في الأدب، ولئلا يسئ الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله.
ثم إن عليا عليه السلام لو لم يعلن عن هذا التفصيل، الذي أعلنه بلسان السؤال، وكان يعمل طبقا لما عرفه من الحكم بالتفصيل، لو لم يفعل ذلك لاتهمه المغرضون بمخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث لم ينفذ أمره بقتل القبطي مطلقا.
فكان في إطلاق النبي صلى الله عليه وآله، وسؤال علي عليه السلام و كشفه عما تضمنه الكلام من الأحكام والتي استنبطها الإمام عليه السلام من الفوائد في فضلهما وعصمتهما ونطقهما بالحق، ما بيناه وأوضحناه.
الوجه الثاني في توجيه الحديث:
أن يكون القبطي مهدور الدم، لدخوله بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير إذن، وعلى غير إخبار منه له.
ولم يكن الأمر كذلك لعلي عليه السلام، فلذلك سأل عن التفصيل.
الوجه الثالث: أن يكون حكم قتل القبطي مفوضا إلى النبي صلى الله عليه وآله مطلقا، ففوضه إلى علي عليه السلام مشروطا.
وهذا يدل على مشاكلة الإمام عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله في
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 16 17 ... » »»