حديث نحن معاشر الأنبياء - الشيخ المفيد - الصفحة ١٩
بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ المفيد رضي الله عنه: إذا سلم للخصوم ما ادعوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة " (1)، كان محمولا على أن الذي تركه الأنبياء عليهم السلام صدقة، فإنه لا يورث، ولم يكن محمولا على أن ما خلفوه من أملاكهم فهو صدقة لغير هم (2) لا يورث (3).

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٤ - ٦ - ٩ - ١٠ - ١٣ - ٢٥ - ٤٧ - ٤٨ - ٦٠ - ١٦٢ - ١٦٤ - ١٩١ - ٢٠٨. ومسلم في صحيحه الجزء الخامس / ١٥٤ كتاب الجهاد، والبخاري في صحيحه الجزء الرابع / ٧١ كتاب الجهاد، باب فرض الخمس، والجزء الخامس / ٢٠ كتاب الفضائل، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والجزء الثامن / ١٤٩ كتاب الفرائض.
(٢) هكذا في " آ " و " ب " وفي المطبوع " بعدهم ".
(٣) إن في هذا الحديث على فرض صدوره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتمالين:
الأول: أن يكون قوله: " ما تركناه " مبتدأ، و " صدقة " خبره، وعليه فمدلول الحديث أن الأنبياء جميعا لا يورثون، وما تركوا فهو صدقة، وليس لورثتهم شئ بعنوان الإرث. وهذا المعنى مخالف لعمومات القرآن في الإرث.
والثاني: أن يكون قوله: " ما تركناه " مفعولا ثانيا لقوله: " لا نورث " ومفعوله الأول محذوفا ويصير حاصل المعنى على هذا الاحتمال: إنا لا نورث أحدا مما تركناه بعنوان الصدقة، وبعبارة أخرى أن ورثة الأنبياء لا يرثون من الصدقات التي تكون عند الأنبياء بعد وفاتهم شيئا.
وهذا الاحتمال متعين لموافقته للكتاب كما ذكره الشيخ المفيد رحمه الله.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 9 17 19 20 21 22 23 24 ... » »»