تفضيل أمير المؤمنين (ع) - الشيخ المفيد - الصفحة ٩
الصحابة والأمة والبشر والملائكة، وأخرج العنوان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مقتضى مراد المؤلف.
ويظهر لنا من تعدد العناوين لهذه الرسالة أن المؤلف وضع العنوان مطلقا دون زيادة أو قيد، أي تحت عنوان (تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام)، وكل من اطلع على هذه الرسالة بعد المؤلف زاد على عنوانها شيئا أو قيده بقيد حسب ما استفاده من بعض عبارات المصنف فيها؟ فالتفضيل على الصحابة أو على أصحابه جاء من قول المؤلف في أول الرسالة: " اختلفت الشيعة في هذه المسألة، فقالت الجارودية: إنه عليه السلام كان أفضل من كافة الصحابة ".
والتفضيل على البشر جاء من قوله فيها: " وقال جمهور من أهل الآثار منهم والنقل والفقه بالروايات وطبقة من المتكلمين منهم وأصحاب الحجاج: إنه عليه السلام أفضل من كافة البشر سوى رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه أفضل منه ".
والتفضيل على الأنبياء سوى رسول الله صل الله عليه وآله وسلم لقوله فيها: " وقضينا بأنه أفضل من جميع الملائكة والأنبياء ومن دونهم من عالم الأنام من جملة ما ذكرناه نستنتج أن العنوان الأخير هو أصلح العناوين السبعة المذكورة، إلا أنه لا يوجد ما يؤيده غير الطبعة القديمة لهذه الرسالة، كما لم يرد في فهارس مؤلفي الكتب سيما كتاب النجاشي ما يؤيد ذلك على ما مر بنا، ولهذا يظهر أن هذا العنوان موضوع بعد زمان المؤلف، وقد اخترنا إطلاق العنوان، أي دون قيد أو زيادة، لأنه القاسم المشترك بين العناوين السبعة، مما يجعله أدعى لاطمئنان النفس، والله المسدد للصواب.
* * *
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»