الحكايات - الشيخ المفيد - الصفحة ٥٣
معاني (28) موجودات، وأنا لا أثبت الأحوال معاني موجودات.
ولو علم أنه ازداد مناقضة (29) فيما رام به الفرق، وخرج عن المعقول (30) لإستحيى من ذلك:
لأن القوم لما (31) أثبتوا الأوصاف التي تختص بالموجود لمعان، أو جبوا (وجودها على تحقيق الكلام، لاستحالة إيجاب الصفة المختصة بالموجود) (32) بالمعدوم الذي ليس له وجود، لما يدخل في ذلك من الخلل والفساد.
وهذا الرجل لم (33) يتأمل ما اجتناه (34)، فأثبت من الصفات ما لا يصح تعلقه بالمعدوم بحال، وزعم أنه لا وجود لها ولا عدم!
فصارت مناقضته بذلك (35) من جهتين، تنضاف إلى مناقضته في الانكار على أصحاب الصفات (36) على

(٢٨) في " ضا ": معافي.
(٢٩) كذا في " ن " و " تي " ونسخة من " مج " وفي نسخة أخرى من " مج ": قد أراد مناقضة، وفي " مط ": أنه قد زاد مناقضته، وفي " ضا ": أنه أراد مناقضته.
(٣٠) في " مج ": العقل، وفي " تي ": العقول.
(٣١) في " مط " ونسخة من " مج ": إنما، يدل " لما ".
(٣٢) ما بين القوسين لم يرد في " ن "، وفي " مج " المخصصة، بدل " المختصة ".
(٣٣) في " مط ": لا.
(٣٤) كذا في " مط " وفي النسخ: أجبناه، وفي " مج ": ما اجتباه.
(٣٥) كذا في " مط " وفي " تي ": لذلك، وفي " مج ون وضا ": مناقضة.
(٣٦) أصحاب الصفات:
هم الصفاتية القائلون بأن لله تعالى أعضاء هي صفات أزلية، وهي صفات خبرية.
ولما كانت المعتزلة ينفون الصفات - بهذا المعنى - سموهم " معطلة " ولما كان سلف العامة يثبتونها سموهم " صفاتية ".
وقد بالغ بعض السلفية في إثبات الصفات إلى حد التشبيه بصفات المحدثات - كما يقول الشهرستاني - انحاز أبو الحسن الأشعري إلى هذه الطائفة، فأيد مقالتهم بمناهج كلامية، وصار ذلك مذهبا لأهل السنة، وانتقلت سمة " الصفاتية " إلى " الأشعرية ".
ولما كانت المشبهة والكرامية من مثبتي الصفات عدوهم فرقتين من جملة الصفاتية، لاحظ الملل والنحل (١ / ٩٢ - ٩٣) و (٩٤ - ٩٥).
وللتفصيل عن القول بالصفات وأنها قائمة بالذات، راجع مذاهب الاسلاميين (١ / ٥٤٥ - ٥٤٨).
وهذا القول يعارض القول بالأحوال. كما عرفنا في التعليقة (١) من هذه الفقرة.
ورد العلامة الحلي على الصفاتية في نهج الحق (ص ٦٤ - ٦٥).
وقد رد ابن حزم على أهل الصفات ردا حازما، فقال: هذا كفر مجرد، ونصرانية محضة، مع أنها دعوى ساقطة بلا دليل أصلا، وما قال بهذا - قط - من أهل الاسلام قبل هذه الفرقة المحدثة بعد الثلاث مائة عام [يعني على يد أبي الحسن الأشعري، مؤسس الأشعرية] فهو خروج عن الاسلام، وترك للاجماع المتفق ثم قال: وما كنا نصدق أن من ينتمي إلى الاسلام يأتي بهذا، لولا أن شاهدناهم وناظرناهم ورأينا ذلك صراحا في كتبهم، ككتاب السمناني قاضي الموصل في عصرنا هذا، وهو من أكابرهم، وفي كتاب المجالس للأشعري، وكتب أخرى، لاحظ الفصل لابن حزم (٢ / ١٣٥).
وانظر رأي الشيعة الإمامية في الصفات، في أوائل المقالات (ص 55 - 56).
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 7
2 المقدمة 9
3 1 - على الأعتاب 9
4 2 - أقسام التعاليم الإسلامية 14
5 3 - نشوء الفرق الكلامية 18
6 4 - الخلط بين المذاهب 23
7 5 - موضوع الكتاب 30
8 6 - نسبة الكتاب إلى المفيد 32
9 7 - نسخ الكتاب 36
10 1 - النسخة المطبوعة 36
11 2 - مخطوطة مجلس الشورى الإسلامي 37
12 3 - مخطوطة السيد النجومي 38
13 4 - مخطوطة مكتبة الامام الرضا عليه السلام 38
14 5 - مخطوطة السيد الروضاتي 39
15 8 - العمل في الكتاب 40
16 متن الكتاب 43
17 1 - ثلاثة أشياء لا تعقل 45
18 2 - مفاسد القول بالحال 49
19 3 - فصل، في رأي المعتزلة البصريين في القدرة والإرادة 57
20 4 - قول المعتزلة في الجواهر بما يقوله أصحاب الهيولي 59
21 5 - مفاسد قول المعتزلة في الوعيد 63
22 6 - مخالفات أخرى للمعتزلة 67
23 7 - المناظرة من أصول الإمامية 73
24 8 - تهمة التشبيه وقول هشام بالتجسيم اللفظي 77
25 9 - تهمة الجبر والرؤية ضد الشيعة 83
26 10 - من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في الوصية 91
27 1 - حديث خيثمة عن الصادق عليه السلام 91
28 2 - حديث كثير بن علقمة عنه عليه السلام 93
29 3 - حديث يزيد بن خليفة عنه عليه السلام 94
30 4 - وصية الحسن بن علي عليه السلام لرجل 95
31 5 - وصية الصادق عليه السلام لرجل 95
32 6 - حديث الباقر عليه السلام في الشكر 96
33 7 - من حديث الصادق عليه السلام في أدبه لأصحابه 96
34 8 - حديث الصادق عليه السلام في حق الشكر 96
35 9 - وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لسلمان 96
36 10 - حديث للباقر عليه السلام حول خطر الدنيا 97
37 11 - حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكارم الأخلاق 97
38 12 - حديثه صلى الله عليه وآله وسلم في المنجيات 97