عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) (1) فقال عليه السلام: إن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر والعطش، فاستسقى موسى الماء. وشكا إلى ربه مثل ذلك، وقد شكا المؤمنون إلى جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله، تعرفنا من الأئمة بعدك؟ فما مضى من نبي [إلا] (2) وله وصي وأئمة بعده، وقد علمنا أن عليا وصيك، فمن الأئمة من بعده؟
فأوحى الله إليه: إني قد زوجت [عليا] (3) بفاطمة في سمائي تحت ظل عرشي وجعلت جبرئيل خطيبها، وميكائيل، وليها، وإسرافيل القابل عن علي، وأمرت شجرة طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب والدر والياقوت والزبرجد الأحمر والأخضر والأصفر ومناشير مخطوطة كالنور، فيها أمان لملائكتي ويدخرونها (4) إلى يوم القيامة.
وجعلت نحلتها من علي خمس الدنيا وثلثي الجنة، وجعلت نحلتها في الأرض أربعة أنها: الفرات والنيل ومهران (5) ونهر بلخ.
فزوجها أنت يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك، فإنك إذا زوجت عليا من فاطمة جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي، سيد كل أمة إمامهم في زمانه، ويعلمون كما علم قوم موسى مشربهم.
وكان [بين] (6) تزويج أمير المؤمنين بفاطمة عليهما السلام في السماء إلى تزويجها في