الرابع: ما رواه بعنوان [قال أبو جعفر] ومراده فيه مختلف في الموارد.
ففي كثير من الروايات أن مراده (من أبي جعفر) هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري الذي يروي غالبا عن سفيان بن وكيع بن الجراح الرواسي الكوفي المتوفى سنة 247 ه، عن أبيه، عن الأعمش كما في الصفحات (66 و 67) من المطبوع، وعن أبي محمد عبد الله بن محمد البلوي كما في الصفحات (65، 66، 74، 75، 84، 85 و... وغيرها) والبلوي يروي عن عمارة بن زيد، وعن محمد بن الحسن بن عبد الله الجعفري المذكور في رجال النجاشي.
وفي بعض الموارد مراده - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري - الذي كان من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام المستشهد سنة 260 ه، ويخاطبه الامام بقوله:
[يا بن جرير] كما في (ص 224 و 225) وقد يريد بأبي جعفر، محمد بن جرير بن يزيد العامي المؤرخ والمفسر المتوفى سنة 310 ه فإنه يروي في (ص 30) عن القاضي أبي إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن سهيل بن حمران الدقاق.
ومن المعلوم أن إبراهيم بن مخلد هو من مشايخ النجاشي ويروي عن أبيه مخلد وهو بدوره يروي عن محمد بن جرير المؤرخ.
فصاحب الدلائل يروي عن سميه المؤرخ بواسطتين هما: إبراهيم وأبو مخلد.
وكذا يروي عن سميه الاخر الكبير مؤلف المسترشد بثلاث وسائط.
فان صاحب الدلائل يروي عن الصدوق بواسطة واحدة وهو الشريف الحسن بن أحمد المحمدي، والصدوق يروي عن صاحب المسترشد بواسطة واحدة كذلك وهو محمد بن إبراهيم الطالقاني.
ثم إن مؤلف الدلائل معاصر للنجاشي وهو مع أن له الاسناد العالية لم يحصل له طريق الرواية عن صاحب المسترشد إلا بواسطتين، فلا يصح دعوى رواية مؤلف الدلائل عن مؤلف المسترشد بدون واسطة، وبما أن النجاشي يروي بعدة طرق عن الكليني المتوفى سنة