خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ١٥٤
وله حاشية على المختلف، ورسائل عديدة منها رسالة في حديث الثقلين وأن أحدهما أكبر من الآخر، أطال الكلام في تعيين الأكبر، وجرى بينه وبين المولى إسماعيل الخاتون آبادي (1) - الساكن بمحلة خاجو من محلات أصبهان - مراسلات في ذلك يرد أحدهما على الآخر، ناولني السيد منها نسخة ولم أرتضها منه، وقلت له: أي ضرورة بنا إلى معرفة أن الأئمة عليهم السلام أفضل أم القرآن؟ وما معنى هذا التفضيل؟ وإن المخاير بين شيئين - المفضل أحدهما على الآخر - لا بد له أن يطلب للمفضل وجوه التفضيل والشرف، وللمفضل عليه وجوه المنقصة والقصور، حتى يتم له ما هو بصدده، وهذا سوء أدب منا بالنسبة إلى القرآن والأئمة عليهم السلام، وهل هذا إلا الخوض فيما لا يعني؟ وإن علينا من الأمور التي يجب تحصيل العلم بها ما هو أهم من هذا، وأولى بالنظر.
فاستحسن - رحمه الله - هذا الكلام وأثنى علي، واسترد الرسالة، وقال:
سأغمسها في الماء لئلا تشتهر مني. توفي - رحمه الله - عشر الستين بعد المائة والألف، وهو ابن خمس وستين.
قلت: وهو شارح الوافية، وعليه تلمذ الأستاذ الأكبر البهبهاني، ويعبر عنه في رسائله بالسيد السند الأستاد (رحمه الله) وفي رسالة الاجتهاد والأخبار:
السيد السند الأستاد ومن عليه الاستناد، دام ظله (2).

(١) في هامش الحجري:
كذا بخطه رحمه الله، والظاهر أنه من سهو القلم، والصواب: المولى إسماعيل المازندراني.. إلى آخره.
وهو صاحب الرسالة، وأما الخاتون آبادي فهو صاحب التاريخ والمذاهب المعروف بأصبهان من سادات خاتون آباد ويعرف بالأمير إسماعيل وهو ابن عم العالم الجليل الأمير محمد باقر الخاتون آبادي، ولم تكن له رتبة في هذه المقامات من العلوم مع إنه مقدم على السيد الرضي بكثير، فلاحظ. (منه قدس سره).
(2) رسالة الاجتهاد والأخبار: لم نعثر عليها.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»