شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١ - الصفحة ٦١
فخذوه، وما خالف كتاب الله فردوه وقوله (عليه السلام) دعوا ما وافق القوم فان الرشد في خلافهم.
وقوله (عليه السلام) خذوا بالمجمع عليه، فان المجمع عليه لا ريب فيه. ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقلة ولا نجد شيئا أحوط ولا أوسع من رد علم ذلك كله إلى العالم (عليه السلام) وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله (عليه السلام) بأيما أخذتم من باب التسليم وسعكم وقد يسر الله وله الحمد تأليف ما سألت وأرجو أن يكون بحيث توخيت فمهما كان فيه من تقصير فلم تقصر نيتنا في إهداء النصيحة إذ كانت واجبة لإخواننا وأهل ملتنا مع ما رجونا أن نكون مشاركين لكل من اقتبس منه وعمل بما فيه في دهرنا هذا وفي غابره إلى انقضاء الدنيا إذ الرب جل وعز واحد والرسول محمد خاتم النبيين - صلوات الله وسلامه عليه وآله - واحد والشريعة واحدة وحلال محمد حلال وحرامه حرام إلى يوم القيامة. ووسعنا قليلا كتاب الحجة وإن لم نكمله على استحقاقه لأنا كرهنا أن نبخس حظوظه كلها وأرجو أن يسهل الله جل وعز إمضاء ما قدمنا من النية إن تأخر الأجل صنعنا كتابا أوسع وأكمل منه نوفيه حقوقه كلها إن شاء الله تعالى وبه الحول والقوة وإليه الرغبة في الزيادة في المعونة والتوفيق. والصلاة على سيدنا محمد النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين الأخيار. وأول ما أبدأ به وأفتتح به كتابي هذا كتاب العقل وفضائل العلم وارتفاع درجة أهله وعلو قدرهم ونقص الجهل وخساسة أهله وسقوط منزلتهم، إذ كان العقل هو القطب الذي عليه المدار، وبه يحتج وله الثواب وعليه العقاب والله الموفق».
* الشرح:
(فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحدا تمييز شئ) أي لا يجوز من وسعه الشئ إذا جاز له أن يفعله ولم يضق عنه (مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء (عليهم السلام)) «فيه» متعلق بالاختلاف، «وعن» بالرواية، والمراد بالاختلاف ما ذكرنا من الاختلاف التام الذي يوجب عليه العمل ببعضها طرح البواقي، وحمله على مطلق الاختلاف بين الروايات التي يصلح أن يكون بعضها مفسرا لبعض بعيد جدا (برأيه) متعلق بالتمييز أي لا يجوز التمييز بما يقتضيه رأيه بنحو من أنحاء الاستحسان لأن دين الله لا يدرك بالرأي والقياس (الا على ما أطلقه العالم) أي أحله وجوزه من الطلق بالكسر وهو الحلال (بقوله (عليه السلام) اعرضوها) أي الروايات المختلفة (على كتاب الله عز وجل فما وافق كتاب الله جل وعز فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه) لأن كل حكم من الأحكام وكل حق من الحقوق موجود في الكتاب كما قال سبحانه (ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست