قد اكلت الجامعة كفه، والتحم الطوق بعنقه فلو رأيتهم يا أحنف ينحدرون في أوديتها ويصعدون جبالها، وألبسوا المقطعات من القطران، واقرنوا مع فجارها وشياطينها فإذا استغاثوا بأسوأ أخذ من حريق شدت عليهم عقاربها وحياتها ولو رأيت مناديا ينادى وهو يقول يا أهل الجنة ونعيمها ويا أهل حليها وحللها خلود فلا موت فعندها ينقطع رجاؤهم وتغلق الأبواب وتنقطع بهم الأسباب فكم يومئذ من شيخ ينادى وا شيبتاه وكم شباب ينادي وا شباباه، وكم من امرأة تنادى وا فضيحتاه هتكت عنهم الستور، فكم يومئذ من مغموس، بين أطباقها محبوس، يا لك غمسة ألبستك بعد نباس الكتان، والماء المبرد على الجدران، واكل الطعام ألوانا بعد ألوان، لباسا لم يدع لك شعرا ناعما كنت مطعمه بيضه، ولا عينا كنت تبصر بها
(٤٤)