كتاب التمحيص - محمد بن همام الإسكافي - الصفحة ٥٧
الله به، وقال: ما يدري أن الله الناظر له في ذلك ولو ظفر به أدخله النار 1.
114 - عن سعيد به الحسن قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا، لان الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له 2.
115 - عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل:
إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن، فيصلح لهم عليه أمور دينهم.
وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا ليصلح أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة و السقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح لهم عليه أمر دينهم قال: و قال الله تعالى: وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي.
وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتجهد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وابقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها، ولو أخلي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيتأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه عند حد التقصير حتى يظن أنه فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون (المؤمنون / خ) على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتبعوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناني، و لكن برحمتي فليثقوا ولفضلي فليرجوا والى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت 3.

(١) عنه في البحار: ٦٧ / ٢٤٣ ح ٨١ ورواه في مشكاة الأنوار: ص 297 عن الباقر (ع) عن علي ابن الحسين (ع) عن رسول الله صلى الله عليه وآله مرسلا باختلاف يسير.
(2) عنه في البحار: 71 / 151 ح 52.
(3) عنه في البحار: 71 / 151 ح 53.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست