كتاب التمحيص - محمد بن همام الإسكافي - الصفحة ٥٦
إذا أحب عبدا ابتلاه وتعهده بالبلاء، كما يتعهد المريض أهله بالطرف ووكل به ملكين فقال لهما: إسقما بدنه وضيقا معيشته وعوقا عليه مطلبه حتى يدعوني فإني أحب صوته، فإذا دعا قال: اكتبا لعبدي ثواب ما سألني فضاعفاه له حتى يأتيني، و ما عندي خير له.
وإذا أبغض عبدا وكل به ملكين فقال: أصحا بدنه، ووسعا عليه في رزقه، وسهلا له مطلبه وأنسياه ذكري فإني أبغض صوته حتى يأتيني وما عندي شئ له 1.
112 - عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في مرضة له لم يبق منه إلا رأسه: يا فضيل إنني كثيرا ما أقول: ما على من عرفه الله هذا الامر لو كان على قلة الجبل [حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار] إن الناس أخذوا يمينا وشمالا و إنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، يا فضيل: إن المؤمن لو أصبح له ملك ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له، ولو أصبح وقد قطعت أعضاؤه كان ذلك خيرا له، إن الله عز وجل لا يصنع بالمؤمن إلا ما هو خير له، [يا فضيل بن يسار: لو عدل الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء]، يا فضيل: إنه من يكن همه هما واحدا كفاه الله ما أهمه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك 2.
113 - عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن العبد المؤمن ليطلب الامارة والتجارة، حتى إذا أشرف من ذلك على ما كان يهوى بعث الله ملكا، وقال له: عق عبدي وصده عن أمر لو استمكن منه أدخله النار، فيقبل الملك فيصده بلطف الله فيصبح وهو يقول: لقد دهيت ومن دهاني فعل

(١) عنه في البحار: ٩٣ / ٣٧١ ح ١٣.
(٢) عنه في البحار: ٦٧ / ١٥٠ ح ١١ وعن الكافي: ٢ / 246 ح 5 بإسناده عن الفضيل بن يسار مع اختلاف يسير، وما بين المعقوفين زيادة من البحار والكافي وليس في الأصل.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست