كتاب التمحيص - محمد بن همام الإسكافي - الصفحة ٤٠
إن شيعتك يشربون النبيذ، فقال: وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبد الله أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يشربون النبيذ، فقال: ليس أعنيك النبيذ، إنما أعنيك المسكر فقال: شيعتنا أزكى وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس 1، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربا رؤوفا، ونبيا بالاستغفار له عطوفا، ووليا له عند الحوض ولوفا، وتكون وأصحابك ببرهوت 2 ملهوفا 3، قال: فافحم الرجل وسكت.
ثم قال: ليس أعنيك المسكر، إنما أعنيك الخمر، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
- سلبك الله لسانك - ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم؟
أخبرني أبي عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل عن الله تعالى، أنه قال: يا محمد إني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة، فإني أبلوه في ماله، أو بخوف من سلطانه، حتى تلقاه الملائكة بالروح و الريحان، وأنا عليه غير غضبان، فيكون ذلك حلا 4 لما كان منه، فهل عند أصحابك (هؤلاء) شئ من هذا؟ فلم 5 أو دع 6.
41 - قال: عن أبي الصباح الكناني قال: كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا تطعم النار أحدا وصف هذا الامر، فقال زرارة: إن ممن يصف هذا الامر يعمل بالكبائر؟!
فقال: أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك؟! إنه كان يقول: إذا ما أصاب

(1) الرسيس: من الرس، أول مس الحمى.
(2) اسم واد باليمن، قيل: هو بقرب حضر موت، جاء أن فيه أرواح الكفار، وقيل بئر بحضر موت وقيل: هو اسم البلد الذي فيه البئر، رائحتها منتنة فظيعة جدا، المراصد: 1 / 190.
(3) سقط من النسخة - أ -، وفي نسخة - ج‍ - عطوفا.
(4) جزاء / خ.
(5) ف‍ (لم): فعل أمر من لام يلوم.
(6) عنه في البحار: 68 / 144 ح 92 وعن رياض الجنان، وفي البحار: 47 / 381 ح 102 و البحار: 79 / 153 ح 66 عنه وعن مشارق الأنوار: ص 182 عن أبي الحسن الثاني (ع) مثله.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست