(1) (قوله) قال الشافعي ولا يجمع في مصر وان عظم ولا في مساجد الا في مسجد واحد وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده لم يفعلوا الا كذلك انتهى: وروى ابن المنذر عن ابن عمر انه كان يقول لا جمعة الا في المسجد الأكبر الذي يصلي فيه الامام: وروى أبو داود في المراسيل عن بكير ابن الأشج انه كان بالمدينة تسعة مساجد مع مسجده صلى الله عليه وسلم يسمع أهلها تأذين بلال فيصلون في مساجدهم زاد يحيى بن يحيى في روايته ولم يكونوا يصلون في شئ من تلك المساجد الا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: أخرجه البيهقي في المعرفة ويشهد له صلاة أهل العوالي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة كما في الصحيح وصلاة أهل قباء معه كما رواه ابن ماجة وابن خزيمة:
وأخرج الترمذي من طريق رجل من أهل قباء عن أبيه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نشهد الجمعة من قباء: وروى البيهقي ان أهل ذي الحليفة كانوا يجمعون بالمدينة قال ولم ينقل انه اذن لاحد في إقامة الجمعة في شئ من مساجد المدينة ولا في القرى التي بقربها: تنبيه قول الرافعي والأصحاب ان الشافعي دخل بغداد وهي يقام بها جمعتان مردود بان الجامع الآخر لم يكن حينئذ داخل سورها فقد قال الأثرم لأحمد أجمع جمعتين في مصر قال لا أعلم أحدا فعله وقال ابن المنذر لم يختلف الناس ان الجمعة لم تكن تصلى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين الا في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفي تعطيل الناس مساجدهم يوم الجمعة واجتماعهم في مسجد واحد أبين البيان بان الجمعة خلاف سائر الصلوات وانها لا تصلى الا في مكان واحد وذكر الخطيب في تاريخ بغداد ان أول جمعة أحدثت في الاسلام في بلد مع قيام الجمعة القديمة في أيام المعتضد في دار الخلافة من غير بناء مسجد لإقامة الجمعة وسبب ذلك خشية الخلفاء على أنفسهم في المسجد العام وذلك في سنة ثمانين ومائتين ثم بنى في أيام المكتفي مسجد فجمعوا فيه وذكر ابن عساكر في مقدمة تاريخ دمشق ان عمر كتب إلى أبي موسى والى عمرو بن العاص والى سعد بن أبي وقاص ان يتخذ مسجدا جامعا ومسجدا للقبائل فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى المسجد الجامع فشهدوا الجمعة وقال ابن المنذر لا أعلم أحدا قال بتعداد الجمعة غير عطاء *