حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٨٧
فصار بجائزته إلى قم المقدسة فاشترى أهلها كل درهم بعشرة فباع حصته بمائة ألف درهم واما إبراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها حتى مات (1).
ومن شعره في مدح الإمام الرضا (عليه السلام) هذه الأبيات:
كفى بفعال امرئ عالم * على أهله عادلا شاهدا (2).
أرى لهم طارفا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا (3).
يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا (4).
فلا حمد الله مستنصرا * يكون لأعدائكم حامدا فضلت قسيمك في قعدد * كما فضل الوالد الوالدا (5). وحكت هذه الأبيات عميق ايمانه بأهل البيت، وولائه لهم، وقد كنى عنهم خوفا من السلطة العاتية التي كانت تأخذ بالظن والتهمة لكل من والى عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
نماذج من شعره:
ويعتبر شعر الصولي من روائع الشعر العربي، ومن مختار شعره قوله:
دنت بأناس عن ثناء زيادة * وشط بليلى عن دنو مزارها وان مقيمات بمنعرج اللوى * لأقرب من ليلى وهاتيك دارها (6) وله:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى * ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فرجت وكنت أظنها لا تفرج (7)

(١) أمالي المرتضى ١ / ٤٨٥، وجاء في أعيان الشيعة ٦ / 16 ان الأبيات التي قالها إبراهيم كتبت على ظهر دفتر، وعليها توقيع (متوق خائف) وانه كان يكنى عن الامام في مدحه له.
(2) يقول السيد الأمين: في شرحه لهذا البين: كفى بفعال آل أبي طالب شاهدا على طيب أصلهم.
(3) علق السيد الأمين على هذا البيت بقوله: الطارف: الحديث، والتالد القديم، كنى به عن بنى العباس بان لهم طارفا مونقا بتوليهم الخلافة ولكنه لا يشبه أصلهم بطيب أفعاله.
(4) لم يصرح إبراهيم باسم المخاطبين، فقد عنى آل أبي طالب وعلى رأسهم الإمام الرضا (عليه السلام)، وقد من عليهم المأمون بما أعطاهم من بعض الهبات التي هي من أموالهم.
(5) المخاطب بقوله: فضلت هو الامام العظيم الرضا (عليه السلام) والمراد بقسيمه هو المأمون.
(6) وفيات الأعيان 1 / 25.
(7) وفيات الأعيان 1 / 29.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست