حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٨٦
وبلغ من اهتمام العلماء بأحاديثه انه حينما اجتاز في نيسابور ازدحموا عليه وقد بلغ عددهم ما ينيف على عشرين ألفا وهم يحملون المحابر وطلبوا منه أن يتحفهم بحديث عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فروى لهم الحديث - الذي سمي بالحديث الذهبي - كما سنذكره ونظرا لأهميته فقد كتبه بعض أمراء السامانية بالذهب وأوصى أن يدفن معه (1) وقد حظي بالرواية عنه بعض تلامذة جده الإمام الصادق (عليه السلام) وبعض تلامذة أبيه الإمام موسى (عليه السلام) (2) كما روى عنه جمهرة من العلماء المعاصرين له ونعرض إلى تراجم أصحابه ورواة حديثه لان ذلك - فيما نحسب - من متممات البحث عن شخصيته لأنه يكشف عن جانب مهم عن حياته العلمية.
(1) إبراهيم بن العباس:
ابن محمد الصولي الشاعر الملهم الكبير يكنى أبا إسحاق، من ألمع شعراء عصره ومن أكثرهم ولاء ومحبة لائمة أهل البيت (عليهم السلام) اتصل بالامام الرضا (عليه السلام) اتصالا وثيقا وكان إبراهيم يكن في نفسه أعمق الود وخالصه للإمام (عليه السلام) ونعرض إلى بعض الجوانب من حياته.
وفادته على الامام:
وفد إبراهيم مع شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي على الإمام الرضا (عليه السلام) حينما بايع له المأمون بولاية العهد وقد أنشده دعبل قصيدته الخالدة التي تعد من محاسن الشعر العربي وسنذكرها في ترجمته وانبرى من بعده إبراهيم فأنشده قصيدته التي لم يعرف منها غير هذا البيت:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد ويحكي هذا البيت توجع الصولي وأساه على ما حل بأهل بيت النبوة من عظيم المحن والخطوب التي صبها عليهم أعداء الاسلام، وفيما أحسب ان القصيدة كلها بهذه الجودة والمتانة والتفجع على مصائب أهل البيت ولما فرغ من إنشادها وهب الامام لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه الشريف اما دعبل

(1) اخبار الدول (ص 115).
(2) رجال البرقي (ص 53).
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست