معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ٣٦٦
غير سلمة، فجمع جموع اليمن وسار ليقتل نزارا، وبلغ ذلك نزارا فاجتمع منهم بنو عامر بن صعصعة وبنو وائل تغلب وبكر، وقال غير أبي زياد:
وبلغ الخبر إلى كليب وائل فجمع ربيعة وقدم على مقدمته السفاح التغلبي واسمه سلمة بن خالد وأمره أن يعلو خزازى فيوقد بها النار ليهتدي الجيش بناره وقال له: إن غشيك العدو فأوقد نارين، وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مذحج وكلما مر بقبيلة استفزها، وهجمت مذحج على خزازى ليلا فرفع السفاح نارين، فأقبل كليب في جموع ربيعة إليهم فصبحهم فالتقوا بخزازى فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت جموع اليمن، فلذلك يقول السفاح التغلبي:
وليل، بت أو قد في خزازى، هديت كتائبا متحيرات ضللن من السهاد، وكن لولا سهاد القوم، أحسب، هاديات وقال أبو زياد الكلابي: أخبرنا من أدركناه من مضر وربيعة أن الأحوص بن جعفر بن كلاب كان على نزار كلها يوم خزاز، قال: وهو الذي أو قد النار على خزاز، قال: ويوم خزاز أعظم يوم التقته العرب في الجاهلية، قال: وأخبرنا أهل العلم منا الذين أدركنا أنه على نزار الأحوص ابن جعفر، ثم ذكرت ربيعة ههنا أخيرا من الدهر أن كليبا كان على نزار، وقال بعضهم: كان كليب على ربيعة والأحوص على مضر، قال ولم أسمع في يوم خزاز بشعر إلا قول عمرو بن كلثوم التغلبي:
ونحن، غداة أو قد في خزازى، رفدنا فوق رفد الرافدينا برأس من بني جشم بن بكر ندق به السهولة والحزونا تهددنا وتوعدنا، رويدا!
متى كنا لامك مقتوينا؟
قال: وما سمعناه سمى رئيسا كان على الناس، قلت: هذه غفلة عجيبة من أبي زياد بعد إنشاده:
برأس من بني جشم بن بكر وكليب اسمه وائل بن ربيعة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل، وهل شئ أوضح من هذا؟ قال أبو زياد: وحدثنا من أدركناه ممن كنا نثق به بالبادية أن نزارا لم تكن تستنصف من اليمن ولم تزل اليمن قاهرة لها في كل شئ حتى كان يوم خزاز فلم تزل نزار ممتنعة قاهرة لليمن في يوم يلتقونه بعد خزاز حتى جاء الاسلام، وقال عمرو بن زيد: لا أعرفه لكن ابن الحائك كذا قال في يوم خزاز، وفيه دليل على أن كليبا كان رئيس معد:
كانت لنا بخزازى وقعة عجب، لما التقينا، وحادي الموت يحديها ملنا على وائل في وسط بلدتها، وذو الفخار كليب العز يحميها قد فوضوه وساروا تحت رايته، سارت إليه معد من أقاصيها وحمير قومنا صارت مقاولها، ومذحج الغر صارت في تعانيها وهي طويلة، وقال في آخرها: وكثير من الناس يذكر أن خزاز هي المهجم من أسفل وادي سردد.
خزاز: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، وآخره زاي أيضا: نهر كبير بالبطيحة بين البصرة وواسط.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»