(5) مشاهد المجون والرقص والموسيقى والغناء والقمار تأطرت إفرازات العصر بأطر بعيدة عن الشعور بالمسؤولية حينا، وداعية إلى الاستهتار بالقيم حينا آخر، وهي بين هذا وذاك قد تبرر ظواهر الخلاعة والعبث والمجون، وقد تبيح حفلات الرقص والموسيقى والغناء، وقد تخرج بسبيل ما عن مقتضيات الآداب العامة، وتتمرد على الأعراف القائمة، وهي تختلف نسبيا في بيئة ما عن بيئة أخرى، فهي في مكان غيرها في مكان آخر، والمسلم الواعي الملتزم هو الذي يبتعد عن كل ذلك بما فيه الشبهات.
ولقد حرص سيدنا المفدى دام ظله العالي أن يجنب شبابنا - لا سيما في الغرب - عناء الانزلاق في هذه المتاهات المظلمة، وحدب على إرشاد الضال وقمع الضلال، واستقصاء الحالات الشاذة، والرد عليها ردا عنيفا، والأخذ بيد الجيل أخذا رفيقا، بغية الوصول إلى الهدف الأسمى من بيان أحكام شريعة سيد المرسلين بكل يسر ومرونة دون عنت وإكراه.