فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ٣٠
البيضة " تتحرك " حينئذ لطلب الغذاء وتحس الدجاجة حينئذ بحركته في البيضة فتخرجه منها بمنقارها فاما السمكة فالمائية غالبة عليها، وانما استطالت لان من شان الماء ان يسيل ويمتد، ولان من شان المادة التي منها تتكون السمكة مائية رخوة لم تكن لها قوائم ولا أرحام ولا ولد، لكنها تبيض البيض، على أنه قد خبرني غير واحد ممن أثق به من رهبان جزائر " البحر " (1) ان في بحرهم سمكا مدورا مثل الترس تحمل في بطونها السمك " وتلد " وليست للسمكة رية فهي لا تتنفس لذلك ولا تحتاج إلى الاستنشاق، لكنها تشرب الماء ثم تضم فيها وتعصر أذنبها فيخرج فضول الماء عنها كما يخرج من حيوان البر فضول الهواء عنه بالأنفاس، (2) " وما رق لحمه من السمك فهو أخف وارق مائية مما غلظ جلده وعظم جسمه من المائيات أو كان مستديرا بطئ الحركة مثل السلاحف والسراطين فان ذلك يدل على أنه من مائية غليظة وأرضية ثقيلة، تم بعون الله النوع الأول، ونبتدئ بالنوع الثاني النوع الثاني من الكتاب خمس مقالات، المقالة الأولى ثمانية عشر بابا، الباب الأول منها في كون الجنين قد بينت في المقالة المقدمة من علل كون الطبائع والحيوان ما فيه الدلائل الواضحة والمقائيس التي يستدل بها على كون الجنين، ونبدأ الآن بذكر علة الجماع ونقول ان الذكر خلقته من عصب

(1) " البحرين ".
(2) الجزء الباقي من هذا الباب، ومن ابتداء النوع الثاني إلى انتهاء الباب الثاني عشر منه لا يوجد في نسخة برلن)
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»