فردوس الحكمة في الطب - إبن سهل الطبري - الصفحة ١٨٤
ويترك ليلة، ويماث فيه من الغد ويصفي الماء ويسعط منه فإنه مجرب، أو يحشي المنخر بفتيلة مبلولة بذلك الماء، وان رعف وبه حمى الدم نفعه ان يوضع فيه الكافور أو ينفخ فيه الصدف المحرق مع شئ من الشب ويضمد الرأس بورق الخلاف والآس وورق الكرم مع صندل وكافور وماء ورد، ويأخذ فتيلة فيغمسها في الخمر ثم ينشر عليه العفص ثم يدخلها في الانف ويديم شم الكافور ويوضع على الرأس ملحا جريشا، وينفع من نزف الدم من حيث كان ان يؤخذ من الزاج المشوي جزء ومن أفيون جزء ويذر على موضع النزف، فإن كان من المنخرين رفعه في فتيلة، وان كان الرعاف من الحرارة فاعجن الطين الجر أو الجص بخل خمر وضعه على الرأس والجبهة، أو خذ جزأ من خل وخمسة اجزاء من ماء و أسكبه على الرأس وتربط الساق والعضدين والأنثيين ربطا رقيقا من فوق إلى أسفل، وينفع منه فصد القيفال ان كان قويا، وان علق في عنقه أصل السوس نفعه من ورم الأرحام أيضا وأظنه السوسن، الباب العاشر في الزكام وعلاجه، ان الزكام يكون من الحر والبرد ومن السدد، فاما الذي يكون من الحر فعلي ضربين اما من خارج واما من داخل، فاما ما يهيج من حرارة خارجة فإنه يذيب رطوبة الدماغ، واما الذي يهيج من حرارة الدماغ فإنه يجذب رطوبات البدن اليه فإذا كثرت فيه سالت إلى الانف، والذي من البرد فإنه أيضا على ضربين اما من برد خارج أو من برد داخل فاما الذي يهيج من البرد الخارج فإنه يحبس الرطوبات في الدماغ فتسيل، وما كان من داخل فان الدماغ ينعصر به حتى تسيل الرطوبات من الانف كما تسيل فضول
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»