خزانة الأدب - البغدادي - ج ١١ - الصفحة ١٤٦
البصريين أنها أبدا بمعنى بل والهمزة جميعا وأن الكوفيين خالفوهم في ذلك. والذي يظهر قولهم إذ المعنى في: أم جعلوا لله شركاء ليس على الاستفهام ولأنه يلزم البصريين دعوى التأكيد في نحو: أم هل تستوي الظلمات ونحو: أم ماذا كنتم تعملون أم من هذا الذي هو جند لكم. انتهى.
وسبقهما إلى هذا أبو علي قال في المسائل المنثورة بعد إنشاد هذا البيت: هذه المسألة فيها إشكال وهو أن أم للاستفهام دخلت على كيف. فوجه ذلك أن أم هنا عاطفة و كيف للاستفهام. كما أنك إذا قلت: ما جاءني زيد ولكن عمرو فالواو فيه عاطفة وخرجت لكن من معنى العطف لدخول الواو.
فكذلك إذا قيل: أم هل تخرج هل من معنى الاستفهام لدخول أم فكذلك تخرج أم من معنى الاستفهام إلى العطف. انتهى.
وتبعه ابن جني في الخصائص فقال: فإن قلت: فما تقول في قوله: أم كيف ينفع البيت وجمعه بين أم وكيف فالقول: إنهما ليسا لمعنى واحد. وذلك أن أم هنا جردت لمعنى الترك والتحول وجردت من معنى الاستفهام وأفيد ذلك من كيف لا منها.
فإن قيل: فهلا وكدت إحداهما بالأخرى توكيدا كتوكيد اللام لمعنى الإضافة وياءي النسب لمعنى الصفة قيل: يمنع من ذلك أن كيف لما بنيت واقتصر بها على الاستفهام البتة جرت مجرى الحرف البتة.
وليس في الكلام اجتماع حرفين لمعنى واحد لأن في ذلك نقضا لما اعتزم عليه من الاختصار في استعمال الحروف. وليس كذلك: يا بؤس للحرب
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»