خزانة الأدب - البغدادي - ج ١٠ - الصفحة ٣٠٨
فجرم عند الفراء اسم وعند سيبويه فعل ماض. وليس ما رده الفراء موجودا في كلام سيبويه حتى يكون ردا على كلام سيبويه والخليل وإنما هو رد على من قاله غير سيبويه كأبي عمرو بن العلاء وأبي زيد ويونس وأضرابهم.
ويؤيده أن الشريف المرتضى نقل كلام الفراء وما رده في أماليه ولم يجر لسيبويه ذكرا. قال: فأما قوله لا جرم فقال قوم: معنى جرم كسب.) وقالوا في قوله تعالى: لا جرم أن لهم النار إن لا رد على الكفار ثم ابتدأ فقال: جرم أن لهم النار بمعنى كسب قولهم أن لهم النار.
وقول الشاعر:
* نصبنا رأسه في رأس جذع * بما جرمت يداه وما اعتدينا * أي: بما كسبت. وقال آخرون: معنى جرم حق وتأولوا الآية بمعنى حقق قولهم أن لهم النار.
وأنشدوا: ولقد طعنت أبا عيينة طعنة البيت أراد: حققت فزارة. وروى الفراء: فزارة بالنصب على معنى كسبت الطعنة فزارة الغضب.
وقال الفراء: لا جرم في الأصل مثل لا بد ولا محالة ثم استعملته العرب في معنى حقا وجاءت فيه بجواب الأيمان. انتهى.
وقد نقل الجوهري كلام الفراء بعينه في الصحاح. العجب من ابن بري في قوله تبعا لابن السيد: هذا رد على الخليل وسيبويه لأنهما قدراه أحقت فزارة الغضب أي: بالغضب فأسقط الباء.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»