خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٤٢٨
والذبال: جمع ذبالة وهي الفتيلة. ومعنى أهان السليط أنه لم يعزه وأكثر الإيقاد به.
وروى: أما السليط فقيل من المقلوب وتقديره أمال الذبال بالسليط إذا صبه عليه.
وقال بعضهم: تقديره: أمال السليط مع الذبال يريد أنه يميل المصباح إلى جانب فيكون أشد إضاءة لتلك الناحية من غيرها.
يقول: هذا البرق يتلألأ ضوءه فهو يشبه في تحريكه لمع اليدين أو مصابيح الرهبان التي أميلت فتائلها بصب الزيت عليها في الإضاءة يريد أن تحركه يحكي تحرك اليدين وضوءه يحكي ضوء ومصابيح بالجر معطوف على لمع.
وقوله: قعدت له... إلخ قال الخطيب التبريزي: صحبة بالضم: اسم جمع صاحب. وضارج والعذيب: مكانان أي: قعدت لذلك البرق أنظر من أين يجيء بالمطر.
ومعنى قوله: بعد ما متأملي: ما أبعد ما تأملت. وحقيقته أنه نداء مضاف.
وهي تحتمل معنيين: أحدهما: أن المعنى بعد ثم حذف الضمة. ويجوز أن يكون المعنى بعد ما تأملت. هذا كلامه.
وقال الزوزني: يقول قعدت للنظر إلى السحاب وأصحابي بين هذين الموضعين وكنت معهم) فبعد متأملي وهو المنظور إليه أي: بعد السحاب الذي كنت أنظر إليه وأرقب مطره وأشيم برقه. يريد أنه نظر إلى هذا السحاب من مكان بعيد فتعجب من بعد نظره. انتهى.
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»