خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ٢٦١
* غضبت حنيفة أن تقتل عامر * يوم النسار فأعقبوا بالصيلم * أي: إنهم لما طلبوا إلينا العتبى وضعنا لهم السلاح مكانها. وهذا تهكم. والصيلم: الداهية.
وحيث أطلق التنويع فالمراد به هذا كما تراهم يقولون: من باب: تحية بينهم ضرب وجيع فيجعلون المثال أساسا وقاعدة وليس من المجاز في شيء لأن طرفيه مستعملان في حقيقتهما ولا تشبيها كما صرحوا به بل التشبيه يعكس معناه ويفسده.
قال الشيخ في دلائل الإعجاز: اعلم أنه لا يجوز أن يكون سبيل قوله: الطويل) لعاب الأفاعي القاتلات لعابه سبيل قولهم: عتابه السيف. وذلك لأن المعنى في بيت أبي تمام على أنك تشبه شيئا بشيء لجامع بينهما في وصف. وليس المعنى في عتابك السيف على أنك تشبه عتابه بالسيف بدلا من العتاب.
ألا ترى أنه يصح أن تقول: مداد قلمه قاتل كسم الأفاعي ولا يصح أن تقول: عتابك كالسيف اللهم إلا أن تخرج إلى باب آخر وشئ ليس هو غرضهم بهذا الكلام فتريد أنه قد عاتب عتابا خشنا مؤلما.
ثم إنك إذا قلت السيف عتابك خرجت به إلى معنى ثالث وهو أن تزعم
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»