خزانة الأدب - البغدادي - ج ٩ - الصفحة ١٦٩
* على أن الفعل التالي لاسم العين بعد سمع يجوز أن لا يكون بمعنى النطق كما في البيت فإن الانتجاع التردد في طلب العشب والماء وليس قولا والمسموع مطلق الصوت سواء كان قولا أو حركة فإن المشي فيه صوت تحريك الأقدام.
وكذا الانتجاع هو طلاب النجعة وهي مكان المطر إذا أجدبوا. والطلب إما بالسؤال وهو قول أو بالتردد ذهابا ومجيئا وفيه حركات مسموعة.
والشارح المحقق مسبوق بهذا الاختيار.
وقال ابن مالك في التسهيل: ألحقوا برأي العلمية الحلمية وسمع المعلقة يعين ولا يخبر بعدها إلا بفعل دال على صوت. اه.
وهذا مخالف لصريح كلام الرضي. وقوله في أماليه إن قياس سمعتك تمشي على سمعت أنك تمشي قياس مع الفارق لأنه بتقدير الباء وليس من هذا القبيل الذي يدخل على المبتدأ والخبر.
أقول: مراده أن سمع في المثالين متعلقه مطلق الصوت سواء كان من استعمال واحد أو من استعمالين. فإن سمع في أكثر استعمالاته متعلقة الصوت ولا يستعمل في غير مسموع إن اللفظة موضوعة له ولا يلزم الدلالة على الصوت وضعا بل يكفي الدلالة عليه ولو التزاما.) وقول الشارح المحقق: بنصب الناس فيه رد على الحريري بإنكاره النصب فإنه قال في درة الغواص: ومن أوهامهم في هذا المعنى أنهم ينشدون بيت ذي الرمة: سمعت الناس ينتجعون غيثا
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»