خزانة الأدب - البغدادي - ج ٧ - الصفحة ٤٠١
أنشد أبو زيد: متى كنا لأمك مقتوينا قالوا: رجل مقتوي وقالوا في الجمع مقتوون كما قالوا أشعري وأشعرون فحذفوا ياءي النسب فأما تصحيحهم الواو فإن شئت قلت صححوها في الجمع الذي على حد التثنية كما صححوها في جمع التكسير حيث قالوا مقاتوة كما أنهم لما حذفوا ياءي النسب في الجمع على حد التثنية حذفوهما في التكسير فقالوا: المهالبة.
وإن شئت قلت: بنوا مقتوون على الجمع كما بنوا مذروان على حد التثنية.
ألا ترى أنهم لم يفردوا الواحد منه بغير حرف التثنية كما لم يفردوا واحد مذروان وإنما استعمل واحد بحرف النسب مقتوي.
وفيه قول آخر وهو أو الواو صحت لما كانت النسبة مرادة في الكلمة فصححت بالواو مع الحذف كما صحت مع الإثبات ليكون تصحيحها دلالة على إرادة النسب كما صحت الواو والياء في عور وصيد ليعلم أن الفعل لمعنى ما يلزم تصحيح الواو فيه. وكذلك ازدوجوا واعتوروا.
ألا ترى أنك لو بنيت منه افتعلوا لا تريد فيه معنى تفاعلوا لأعللت. فأما النون فقد فتحت كما فتحت في مسلمون وقد جعلت حرف الإعراب كما جعلت في سنين ونحوه حرف الإعراب.
حكي ذلك عن أبي عبيدة وحكاه أبو زيد إلا أن أبا زيد حكى الفتح والكسر فيما قبل الياء فيمن جعل النون حرف إعراب وحكيا جميعا: رجل مقتوين ورجلان مقتوين ورجال مقتوين.
قال أبو زيد: وكذلك المرأة والنساء.
فأما ما انفرد أبو زيد بحكايته من كسر الواو التي قبل الياء وفتحها فالأصل فيه الكسر ألا ترى أنك لو أثبت ياء النسب لقلت مقتويون فإذا حذفتها وأنت تريدها وجب تقدير الكسرة) كما كانت تقدر مع الياءين لو أثبتهما.
فالذي فتح إنما أبدل من كسرة الواو فتحة كما أبدل الكسرة من الفتحة في قوله: الوافر
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»