خزانة الأدب - البغدادي - ج ٦ - الصفحة ٣٨١
وهذه عبارته: النبي: إنسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ ما أوحاه إليه.
وعلى هذا لا يشمل من أوحى الله ما يحتاج إليه لكماله في نفسه من غير أن يكون مبعوثا إلى غيره كما قيل في زيد بن عمرو بن نفيل اللهم إلا أن يتكلف. أقول: هذا غير صحيح فإنه لم يقل أحد من المؤرخين والمحدثين: إنه نبي أو ادعى النبوة. وأمره مشهور وكان حيا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وليس في عصره نبي غيره. قال الذهبي: زيد بن عمرو بن نفيل هو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه يبعث أمة وحده وكان على دين إبراهيم ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم. وكان دخل الشام والبلقاء.) وكان نفر من قريش: زيد وورقة وعثمان بن الحارث وعبيد بن جحش خالفوا قريشا وقالوا لهم: إنكم تعبدون ما لا يضر ولا ينفع من الأصنام ولا يأكلون ذبائحهم. واجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وقال له: إني شاممت النصرانية واليهودية فلم أر فيها ما أريد فقصصت ذلك على راهب فقال لي: إنك تريد ملة إبراهيم الحنيفية وهي لا توجد اليوم فالحق ببلدك فإن الله باعث من قومك من يأتي بها وهو أكرم الخلق على الله. اه. ومنه تعلم أن ما قاله الدواني لا يليق بمثله أن يذكره. وكذا ما في حواشي الكازروني من أنه يجوز أن يكون زيد مبعوثا إلى الخلق بدليل أنه كان يسند ظهره إلى الكعبة ويقول: أيها الناس لم يبق على دين إبراهيم غيري. ويعلم من هذا أنه يجوز أن يكون نبيا فلا ينتقض به التعريف. انتهى. وهذا مما يقضي منه التعجب وكذا جميع ما ذكره هنا أرباب حواشيه.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»