* وذكرت من لبن المحلق شربة * والخيل تعدو بالصعيد بداد * في الأغاني بسنده أن الحارث بن ظالم المري لما قتل خالد بن جعفر بن كلاب غدرا عند النعمان بن المنذر بالحيرة هرب فأتى زرارة بن عدس فكان عنده فلم يزل في بني تميم عند زرارة حتى لحق بقريش. فخرجت بنو عامر إلى الحارث بن ظالم حيث لجأ إلى زرارة فسارت بنو عامر نحوهم والتقوا برحرحان فاقتتلوا قتالا شديدا وأسر يومئذ معبد بن زرارة أسره عامر بن مالك واشترك في أسره طفيل بن مالك ورجل من غني يقال له: أبو عميلة وهو عصمة بن وهب وكان أخا ابن مالك من الرضاع. وكان معبد بن زرارة كثير المال فوفد لقيط بن زرارة على عامر بن مالك في الشهر الحرام وهو رجب فسأل عامرا أن يطلق أخاه فقال عامر: أما حصتي فقد وهبتها لك ولكن ارض أخي وحليفي الذين اشتركا فيه. فجعل لقيط لكل واحد مائة من الإبل فرضيا وأتيا عامرا فأخبراه فقال عامر للقيط: دونك أخاك فأطلق عنه. فلما أطلقه فكر في نفسه لقيط وقال: أعطيهم مائتين من الإبل وتكون النعمة لهم لا والله لا أفعل ذلك ورجع إلى عامر فقال: إن أبي زرارة نهانا أن نزيد على دية مضر وهي مائة إن أنتم رضيتم أعطيتكم مائة من الإبل. فقالوا: لا حاجة لنا في ذلك.) فانصرف لقيط فقال له معبد: مالي يخرجني من أيديهم فأبى ذلك عليه لقيط وقال معبد لعامر: يا عامر أنشدك الله لما خليت سبيلي فإنما يريد ابن الحمراء أن يأكل مالي ولم تكن أمه أم لقيط. فقال عامر: أبعدك الله إن لم يشفق عليك أخوك فأنا أحق أن لا أشفق عليك.
فعمدوا إلى معبد فذبحوا شاة فألبسوه جلدها حارا وشدوا عليه القد وبعثوا به