خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ٢٣١
* ولكن ديافي أبوه وأمه * بحوران يعصرن السليط أقاربه * انتهى. ف أقاربه فاعل يعصر والنون علامة لكون الفاعل جمعا كتاء التأنيث.
قال ابن هشام في شرح شواهده: إنما قال يعصرن لأنه شبههم بالنساء لأنهم لا شجاعة لهم والخدمة والتبذل في العرب إنما هو للنساء وإما الرجال فشغلهم بالحروب. وقيل شبهه ببعير ديافي ثم أقبل يصف أقارب البعير وأقاربه جمال. فلذلك جاء بالنون. انتهى.
أقول: الوجه الثاني بعيد لا قرينة له ويزيده بعدا يعصرن السليط.
قال ابن خلف: وفي رفع أقاربه أوجه أخر: أحدها: يجوز أن يكون مبتدأ ويعصرن خبر مقدم عليه وهذا سائغ عند أهل البصرة كما قالوا: مررت به المسكين يريدون: المسكين مررت به.
قال أبو علي: وفيه مع هذا قبح لأن الخبر جملة وليس بمفرد فلا ينبغي أن يجوز فيه ما جاز في الأصل الذي هو المفرد. وأهل الكوفة لا يجيزون مثل هذا. ويحتمل أن يكون رفعا بحوران ويكون بحوران صفة لديافي ويعصرن حالا من الأقارب.
ويجوز أن يكون بدلا من النون كما قيل في: وأسروا النجوى الذين ظلموا. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ مضمر والجملة جواب لسؤال مقدر كأنه لما قيل بحوران يعصرن السليط فقيل: من أقول: هذه الوجوه الأربعة مبنية على أن النون ضمير وهذه النون في البيت سواء كانت حرفا أم اسما تدل على صحة ما نقله الشارح المحقق في باب التوكيد عن الأندلسي من جواز رجوع ضمير جماعة المؤنث إلى الجمع المكسر العاقل فكان ينبغي أن يستدل بهذا البيت دون البيت) المتقدم لخفائه كما تقدم.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»