خزانة الأدب - البغدادي - ج ٥ - الصفحة ١٠٢
وقد تقدم الكلام على هذا البيت في حملة شرح قصيدته في الشاهد الثاني والثلاثين بعد الثلاثمائة.
ثانيتهما: قد ضرب المثل بخفض مزمل في كون الشريف يعاشر دنيئا فيسفل بعشرته.
قال الأمين المحلي: الطويل * عليك بأرباب الصدور فمن غدا * مضافا لأرباب الصدور تصدرا * * وإياك أن ترضى صحابة ناقص * فتنحط قدرا من علاك وتحقرا * وأورد ابن هشام هذا الشعر في مغني اللبيب في الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة. منها: وجوب التصدر ومما له الصدارة كلمات الاستفهام يجب أن تتصدر في جملتها فإذا أضيف إليها اسم وجب تصدره أيضا وحيئذ لا يعمل ما قبله فيه ولهذا وجب الرفع في قولك: علمت أبو من زيد. وإليه الإشارة بقوله: فرفع أبو من.
والإشارة بقوله: ثم خفض مزمل إلى بيت امرئ القيس الذي شرحناه. وقوله: مغريا راجع إلى قوله أولا عليك بأرباب الصدور وقوله: ومحذرا راجع إلى قوله ثانيا: وإياك أن ترضي صحابة ناقص.
فإن قيل: قوله: يبين قولي الخ لا يصح أن يكون خبرا عن مجموع قوله: فرفع أبو من ثم خفض مزمل إذ لم يقل يبينان. ولا عن أحدهما لاشتمال الجملة على قيد لا يصح تعلقه بكل منهما.
وذلك أن رفع أبو من لا يبين قوله مغريا ومحذرا وإنما يبين قوله مغريا وكذا الثاني.
أجيب بأن قوله: يبين قولي فقط هو خبر الأول وخبر الثاني محذوف وأن قوله مغريا ومحذرا قيدان للمحذوف والتقدير فرفع أبو من يبين قولي وخفض مزمل كذلك هما يبينان قولي مغريا ومحذرا. ومثل هذا الشعر قول ابن حزم الظاهري: الطويل
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»