ثم أخذ يصفه مع أتانه: بأنهما كانا في خصب زمانا حتى إذا هاج النبات ونضب الماء أسرع معها إلى كل نجد يريدان أطيب الكلأ وأهنأ المرعى إلى أن قال:
* يوفي ويرتقب النجاد كأنه * ذو إربة كل المرام يروم * * حتى تهجر في الرواح وهاجها * طلب المعقب حقه المظلوم * * قربا يشج بها الحزون عشية * ربذ كمقلاء الوليد شتيم * يوفي: يشرف وفاعله ضمير مسحل. و النجاد: جمع نجد وهو المرتفع من الأرض أي: يشرف على الأماكن المرتفعة كالرقيب وهو الرجل الذي يكون ربيئة القوم يرتفع على مكان عال متجسسا. و الإربة بالكسر: الحاجة. و كل مفعول مقدم ليروم. و التهجر: السير في الهاجرة وهي نصف النهار عند اشتداد الحر. وحتى بمعنى إلى. و الرواح: اسم للوقت من زوال الشمس إلى الليل وهو نقيض الغدو لا الصباح خلافا للجوهري. و هاجها: أزعجها. و طلب: مصدر تشبيهي أي: هاج هذا المسحل أنثاه لطلب الماء طلبا حثيثا كطلب المعقب وهو اسم فاعل من التعقيب وهو الذي يطلب حقه مرة واستشهد به صاحب الكشاف عند قوله تعالى: لا معقب لحكمه على أن المعقب: المقتضي الذي يطلب الدين من الغريم يقال: عقب في الأمر: إذا تردد في طلبه مجدا. و القرب محركة: سير الليل لورد الغد وهو منصوب بيشج: أي: يقطع يقال: شججت المفازة: إذا قطعتها والباء بمعنى مع. و الحزون: جمع حزن بالفتح وهو ما غلظ من الأرض. و ربذ: أي: هو ربذ بفتح الراء وكسر الموحدة وبالذال المعجمة وهو السريع الخفيف القوائم في) المشي. و المقلاء بالكسر والمد كمفعال و القلة بالضم والتخفيف: هما عودان يلعب بهما الصبيان والأول يضرب به والثاني ينصب ليضرب يقال: قلوت القلة بالمقلاء أقلو