حرب بكر وتغلب ابني وائل.
وكان من خبرها ما حكاه ابن عبد ربه في العقد الفريد والأصبهاني في الأغاني. وقد تداخل كلام كل منهما في كلام الآخر.
قال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب: ما اجتمعت معد كلها إلا على ثلاثة رهط من رؤساء العرب وهو عامر وربيعة وكليب. فالأول عامر بن الظرب ابن عمرو بن بكر بن يشكر بن الحارث. وهو قائد معد يوم البيداء حين تمذجحت مذجح وسارت إلى تهامة وهي أول وقعة كانت بين تهامة واليمن.
والثاني: ربيعة بن الحارث بن مرة بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن كعب وهو قائد معد يوم السلان وهو يوم كان بين أهل تهامة واليمن.
والثالث: كليب بن ربيعة وهو الذي يقال فيه: أعز من كليب وائل وقاد معدا كلها يوم خزاز ففض جموع اليمن وهزمهم فاجتمعت عليه معد كلها وجعلوا له قسم الملك وتاجه وتحيته وطاعته فغبر بذلك حينا من دهره ثم دخله زهو شديد وبغى على قومه حتى بلغ من بغيه أنه كان يحمي مواقع السحاب فلا يرعى حماه وكان يحمي من المرعى مدى صوت كلب فيختص به ويشاركهم في غيره ويجير على الدهر فلا تخفر ذمته ويقول: وحش أرض كذا في جواري فلا يهاج ولا يورد مع إبله أحد ولا توقد نار مع ناره حتى قالت العرب: أعز من كليب وائل.