الثاني أن قوله لام ألف خطأ ممنوع فإنه قد ورد في الشعر أنشد أبو زيد في نوادره لراجز يصف جنديا وقيل غرابا (الرجز) * يخط لام الف موصول * والزاي والرا أيما تهليل * وسيأتي شرحه في الشاهد الثاني بعد هذا وأما ما أورده أبو بكر الشنواني في جواب أسئلة السيوطي السبع بقوله قال روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال سالت رسول الله فقلت يا رسول الله كل نبي يرسل بم يرسل قال بكتاب منزل قلت يا رسول الله أي كتاب أنزله الله على آدم قال كتاب المعجم ألف با تا ثا إلى آخرها قلت يا رسول الله كم حرفا قال تسعة وعشرون قلت يا رسول الله عددت ثمانية وعشرين فغضب رسول الله حتى احمرت عيناه ثم قال يا أبا ذر والذي بعثني بالحق نبيا ما أنزل الله على آدم إلا تسعة وعشرين حرفا قلت أليس فيها ألف ولام فقال لام ألف حرف واحد قال أنزله الله تعالى على آدم في صحيفة واحدة ومعه سبعون ألف ملك من خالف لام ألف فقد كفر بما أنزل علي من لم يعد لام ألف فهو بريء مني وأنا بريء منه ومن لم يؤمن بالحروف وهي تسعة وعشرون لا يخرج من النار أبدا 1. ه فهو موضوع قال ابن عراق سئل عنه ابن تيمية فقال لا أصل له ولوائح الوضع عليه ظاهرة ولا سيما في آخره فهو كذب قطعا 1 ه؟
وعلى هذا فالفرق بين لا وبين لام ألف أن لا اسم الألف اللينة ولام ألف اسم لا لأنها على صورة اللام والهمزة إذا كتبتا معا وعلم مما تقدم أن بيت الشاهد إنما هو بإضافة لام إلى ألف بكون أصل لام ألف مركبا مزجيا فأعرب بإضافة أحد الجزءين إلى الآخر على أحد الوجوه لا كما زعمه الشارح وتبعه الدماميني في شرح المغني ثم قال ابن جني وإنما لم يجز أن تفرد الألف اللينة من اللام وتقام بنفسها كما أقيم سائر حروف المعجم سواها بأنفسها من قبل أنها لا تكون إلا ساكنة