وكان من حديث هذا اليوم على ما في شرح المناقضات وفي الأغاني أنه لما أوقع كسرى ببني تميم وذلك أنهم كانوا أغاروا على لطيمته فلجئوا إلى الكلاب وذلك في القيظ وقد أمنوا أن تقطع عليهم تلك الصحارى فدل عليهم بنو الحارث ابن عبد المدان فقتلت المقاتلة وبقي الذراري والأموال بلغ ذلك مذحجا فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا اغتنموا بني تميم ثم بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قضاعة فقالت مذحج للمأمور الحارثي الكاهن ما ترى فأشار بالكف عن غزوهم وزعموا أنه اجتمع من مذحج ولفها اثنا عشر ألفا فكان رئيس مذحج عبد يغوث بن وقاص ورئيس همدان رجل يقال له مشرح ورئيس كندة البراء ابن قيس بن الحارث الملك فأقبلوا إلى بني تميم فبلغ ذلك سعدا والرباب فانطلق ناس من أشرافهم إلى أكثم بن صيفي فاستشارة فقال أقلوا الخلاف على أمرائكم واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل تثبتوا فإن أحزم الفريقين الركين وربما عجدلة تهب ريثا وابرزوا للحرب وأدرعوا الليل فإنه أخفى للويل فلما انصرفوا من عند أكثم تهيؤوا للغزو واستعدوا للحرب وأقبل أهل اليمن في بني الحارث من أشرافهم يزيد بن عبد المدان ويزيد بن المخرم ويزيد بن اليكسم ابن المأمور ويزيد بن هوبر حتى إذا كانوا بتيمن وهي ما بين نجران إلى بلاد بني تميم نزلوا قريبا من الكلاب ورجل من بني زيد بن رياح بن يربوع يقال له مشمت بن زنباع في إبل له وهو عند خال له من بني سعد] ومعه رجل من
(٣٩٣)