تعطير الأنام في تعبير المنام - الشيخ عبد الغني النابلسي - ج ٢ - الصفحة ٧١
رأى أنه يضرب غيره فهو أنفع له من أن يكون غيره يضربه وقيل الضرب والجلد يفسران على أن الضارب يعلم المضروب الأدب وإن لم ير الدم جاريا فسر بحقن الدم والأمان من الضارب للمضروب والضرب في المنام سفر ومن رأى أنه يضرب الأرض فإنه يسافر ومن ضرب في منامه مائة جلدة فإنه قد زنى أو هم بذلك ومن حفر له حفيرة ليرجم فيها فهو محصن وقد زنى أو عزم على ذلك وإن جلد أربعين جلدة فهو من الخمر وإن جلد ثمانين جلدة فهو قذف المحصنات والمضاربة مشاركة ومن رأى ميتا ضربه والميت غضبان فان المضروب قد ركب ذنبا أو عزم عليه لان الميت في دار حق لا يرضى إلا بما يرضاه الله وهو مشغول عن الباطل وضرب الحي للميت قوة حال الحي في دينه من صلاة أو حج أو زكاة هذا إذا كان الميت راضيا بالضرب خاضعا لما يفعل الضارب وقيل من رأى ميتا ضربه دل خيرا من سفر وإن كان قد عدم له شئ رجع إليه وقيل من ضربه ميت فإنه يوفى دينه والضرب على الأرض سفر والضرب للانسان من غير خدش ولا وجع كسوة إذا كان ذلك في زمن الشتاء وإلا كان كلاما منكيا والضرب لمن يستحق من الحيوان تأديب ولمن لا يستحق من الحيوان جهل واعتداء.
ضرب العنق: في المنام للملوك عتق وربما دل على ترك الصلاة أو الردة عن الدين ومن رأى أن عنقه ضرب وبان الرأس منه فإن كان عبدا عتق وإن كان مهموما فرج همه وإن كان مديونا يقضى دينه وربما يصيب مالا عظيما فان عرف لذي ضربه نال منه خيرا كثيرا أو على يديه وإن كان مريضا شفى وإن لم يكن حج فإنه يحج فإن كان الذي ضربه صبيا لم يبلغ فان ذلك راحته وفرحه مما هو فيه من كرب المرض الذي هو فيه بموته وإن رأى ضرب العنق من ليس به كرب ولا شئ مما وصفت فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره وإن رأى ملكا أو واليا يضرب عنقه فان تأويل الوالي هو الله ينجيه من همومه ويعينه على أموره
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست