النظرات حول الإعداد الروحي - الشهيد حسن معن - الصفحة ١٠١
باستمرار فهؤلاء الذين يؤمنون بالله تعالى كما يؤمنون بكروية الأرض، ودورانها حول الشمس، ولا يتعاملون شعوريا مع هذه الفكرة الخطيرة.. لا يتمثلون في ذلك الوعي الديني والكوني وانما هم فقط (يفهمونه) ويبقى الوعي لهذا الانسان الذي يفكر في الأشياء، ويحسها من خلال ارتباطها بالله ويتذكر الله باستمرار.
وما يشترط بالانسان المسلم غير ما يشترط في الشخصية الاسلامية ان ما يشترط في الانسان المسلم من اجل ان ينتمي رسميا إلى الاسلام هو، ان يؤمن بالله، ورسوله ايمان فهم، ويعلق هذا الايمان بكلمة الشهادة مثلا لأكثر فهم ولكن ما يشترط في الشخصية الاسلامية، ويعتبر العنصر الأول من عناصرها شئ آخر هو، الوعي الايماني، أو الايمان بوعي، بمعايشة ذهنية.. بالنظر إلى الأشياء، والعالم من خلال الارتباط بالله تعالى. وبهذه يصبح الفكر الاسلامي شيئا آخر، أو بالأحرى ينتقل إلى مرحلة أخرى هي مرحلة (الرؤية الفكرية) أو (البصيرة) شئ تحسه، وتراه.. وتؤمن به كما تؤمن بالأشياء التي تواجهها، وتقوم في حسك، وعقلك (1) فمثلما ترى نفسك، وأنت تشاهد الأشياء، وتبصرها.. وينشد ذهنك إليها.. كذلك ترى نفسك، وأنت تؤمن بالله وتؤمن باليوم الآخر ومرحلية هذه الحياة.
مراحل الاعتقاد في هذا العالم ناس ملحدون، تمردوا على خالقهم، فأنكروا وجوده، أو عاشوا في هذه الحياة معيشة ضنكا، وفيه أيضا مشككون، قد أتعبتهم
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»