(واصبر على ما يقولون، واهجرهم هجرا جميلا. وذرني والمكذبين اولي النعمة، ومهلهم قليلا. ان لدينا أنكالا، وجحيما، وطعاما ذا غصة، وعذابا أليما) (30) (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد. متاع قليل ثم مأواهم جهنم، وبئس المهاد) (31) (فاصبر صبرا جميلا.. انهم يرونه بعيدا. ونراه قريبا. يوم تكون السماء كالمهل.
وتكون الجبال كالعهن. ولا يسأل حميم حميما) (32) ان تنمية الوعي الكوني، وتوسيع أفق المؤمن، وأطار تفكيره من أهم ما يعتني به القرآن الكريم.. وذلك أن شخصية الانسان تنمو بمقدار توسع آفاقه، ونمو وعيه الكوني الكلي الشامل، فأنت إذ تتحسس الحياة بشمولها وتعي هذه الحياة مرحلة عابرة. وتعيش هذا الوعي فسوف ترى كم يكون الطغيان تافها، وكم يكون الطغاة صغارا في الحساب التأريخي، وحساب الحياة في شمولها وسعتها.. وحساب الكون، وخالق الكون.. وسوف تبصر بعينيك القيمة الصغيرة لكل جاهلية، وللجاهلية كلها في حساب الحياة.
3 - الاحساس بالحياة الدنيا على انها دار فتنة واختبار، على انها مرحلة لاختبار الفعالية البشرية، وأخلاقية هذا الانسان في مقام عبوديته،