الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ١٢٠
دعائم الأسرة.. ما أجمل الإنسان وهو يضحي في سبيل الله من أجل سعادة أبنائه.
ينبغي على الإنسان أن يتحمل وأن يكون طويل النفس.. بعيد النظر.. يغض النظر عن بعض الأخطاء التي يراها.. يتظاهر بعدم سماعه لكلمة جارحة.. يحتوي غضبه ويمنعه من الانفجار.. ذلك أن أكثر المسائل سوف تحل في المستقبل عبر التفاهم وعبر اصلاح الطرف الآخر وعودته إلى جادة الصواب، وعندها يكون المرء قد أحرز على نفسه انتصارا كبيرا يكون أجره السعادة ورضوان من الله أكبر.
إننا - ومع الأسف - نشاهد البعض وقد مر على زواجه الأعوام والسنون، ولكنه يجد نفسه عاجزا عن تحمل شريك حياته عاجزا عن ضبط نفسه في المنعطفات الحادة والحساسة من حياته، وعندما يقدم - وبسبب غضبه الأعمى - على ارتكاب خطأ يندم عليه فيما بعد، وحينها لا ينفع الندم.
التفاوض:
إن من أنجح السبل في حل النزاع في الحياة الزوجية هو الجلوس للتفاوض حول المشكلة بأعصاب باردة وهدوء كامل، والاستماع إلى الشكوى بقلب واسع رحيم لا يهدف سوى الخير والصلاح، فربما كان هناك ما يدعو إلى الشكوى حقا أو ربما هناك ما كان خافيا عليك من الأمور وإذا بساعة من الحوار تكتسح جميع الغيوم من سماء الأسرة فتشرق شمس المحبة من جديد.
إن على الزوجين المبادرة إلى كسر الحاجز الذي يحول بين تفاهمهما وأن يذيبا تلك الثلوج التي تفصل بينهما، فليس هناك ما هو أخطر من الغرور والتكبر في حل المسائل العالقة، وأن يحل بدل ذلك التفكير بالسعادة، فسعادة الرجل من سعادة زوجته وسعادة المرأة في سعادة زوجها.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»