قضاء حقوق المؤمنين - إبن طاهر الصوري - الصفحة ٦
مكة المكرمة، وأن المثل العليا وقيم السماء التي بشر بها فكر الاسلام أوقع في القلوب، وأريض للنفوس، من بريق المواضي وقعقعة السلاح، في عالم أطبقت عليه مفاهيم الجهالة المعتمة.
والآن بعد أربعة عشر قرنا من الزمن، وكي لا نتهالك على فتات موائد حضارة القرن العشرين، نأخذ منها الضار ونترك النافع!! ما أحوج الأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أن تلتفت إلى الماضي، ترمقه بنظرة تفحص، من أجل أن تستلهم منه معاني العفة والطهر، لتبني على أساسها مستقبل الحياة الحرة الكريمة، لتواجه الرياح السوداء، قوية الشكيمة، رابطة الجأش، مرفوعة الرأس، لتحمل للمعمورة مشعل الهداية المحمدي، السخي بالعطاء إلى يوم يبعثون...
وفي هذا السبيل سار خريجو مدرسة أهل البيت عليهم السلام من علماء أعلام، وجهابذة عظام، يحثون الأمة للمضي في طريق الصلاح والهدى ويحذرونها موجبات الردى، وما كتاب قضاء حقوق المؤمنين إلا وميض نور من عطاء كله هدى وضياء، سطروه - رضوان الله عليهم - بحميد فعالهم، وبليغ كلامهم، وسيل مدادهم، يعرض فيه المؤلف عن طريق الرواية جانبا مما يفترضه الايمان على الفرد المؤمن من حقوق يجب أن يؤديها تجاه أخيه المؤمن، بصورة مختصرة موجزة.
الكتاب:
لست بصدد تعريف الكتاب مضمونا، فاسمه كفيل بذلك، وإنما أذكر مدى اعتماد الأصحاب عليه، ورجوعهم إليه.
فقد اعتمده شيخ الاسلام المجلسي في بحار الأنوار ونقل عنه، وقال: وكتاب قضاء الحقوق، كتاب جيد، مشتمل على أخبار طريفة (1).

(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»