هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٩٠
جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء... فقال رئيس الكهنة قد جدف)، فكان من الواضح لهم أن يسوع كان يدعي أكثر من ذلك، إذ رفع نفسه إلى درجة الألوهية (1).
وفي الواقع فالانسان يبقى مندهشا عند سماعه لمثل هذا الكلام، فما معنى أن يكون المسيح (عليه السلام) انسانا وابن إنسان ولكنه الله في نفس الوقت وابن الله، نعم من الممكن أن يصل إلى درجة عالية من القرب الإلهي من خلال العبادة والطاعة لمولاه، فيقول للشئ كن فيكون، أما أن يكون الإنسان انسانا وإلها في آن واحد، فهو مما لا يحتمله العقل البشري.
ابن الله أن الكنيسة تعتبر هذا اللقب هو السر الذي يشير إلى حقيقة المسيح (عليه السلام) وتصر على تسمية المسيح (عليه السلام) به. إذ من خلال قبول هذا اللقب للمسيح (عليه السلام) تكتمل فصول عقيدة الفداء والخلاص، وكذلك عقيدة الثالوث الأقدس، إذ أن المسيح (عليه السلام) في هذا الثالوث هو الاقنيم الثاني.
ومما يثير الدهشة أن المسيح (عليه السلام) لم يسم بهذا الاسم ولا مرة واحدة في الأناجيل الموافقة (متي، مرقس، لوقا)، بل كما رأينا فهو

(1) نفس المصدر.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست