الجاهلية القائمة على التوازن بين البطون وتقسيم مناصب الشرف، وتعني أيضا تفرد البطن الهاشمي بشرف النبوة وحرمان بطون قريش من هذا الشرف. وعندما ينجح محمد بدعوته ويتمكن من بناء المجتمع الجديد على أساسها، فسيكون حاكم ذلك المجتمع بغير منازع، وهكذا يتفرد الهاشميون بالملك أيضا وبمزايا القيادة، وفي ذلك نسف كامل للصحيفة السياسية الموروثة، ونسف للجانب السياسي من عقيدة الشرك التي تتبناها البطون!!
فالدين الجديد برأي بطون قريش خروج هاشمي على ما أجمعت عليه البطون؟ ورضيت به وهو نقص للصحيفة السياسية يصب في الخانة الهاشمية، وبما أن البطن الهاشمي هو الذي يحتضن الدعوة الداعية فمن المؤكد - حسب منطق الأشياء وبتحليل قريش - أن خلافة محمد ستنحصر في البطن الهاشمي أبدا، وقد سمعت؟ بطون قريش بوقائع الاجتماع الذي عقده الهاشميون في دار محمد، وسمعوا نبأ اختيار علي بن أبي طالب لولاية محمد ولخلافته من بعده وهكذا سينال الهاشميون شرف النبوة أبدا وشرف الملك أبدا وستحرم بطون قريش من هذين الشرفين معا، وهذا أمر ينبغي أن ترفضه كافة البطون، وأن تكافح بكل وسائل الكفاح لإجهاض النبوة والدين والرسالة لأن اختصاص محمد الهاشمي بشرف النبوة وحرمان البطون الأخرى من هذا الشرف أمر غير مقبول واختصاص آل محمد مع النبوة بالملك إجحاف بحق البطون على حد تعبير عمر بن الخطاب فيما بعد) 17 والطريق الأوحد يتمثل برفض النبوة ورفض الرسالة ورفض الكتاب!!